يعتبر "تاج اسكتلندا"جزءاً مهماً من تاريخ وإرث البلاد، كما يعتبر أقدم تاج مرصع بالمجوهرات في الجزر البريطانية، والذي لعب دوراً مهماً في جنازة الملكة إليزابيث..
- تم تزيين نعش الملكة بالتاج أثناء بقاء جثمانها لمدة 24 ساعة في كاتدرائية سانت جايلز في إدنبرة..
وبعد إحضار التابوت إلى الكاتدرائية في موكب مع الملك والعائلة المالكة من قصر هوليرود هاوس في رويال مايل بالعاصمة، تم وضع التاج فوق التابوت أثناء حمله داخل الكاتدرائية، وهو أول تاج من بين التيجان الأربعة المشاركة ليس فقط في ترتيبات جنازة الملكة ولكن أيضاً في تتويج الملك تشارلز الثالث.
فما أهمية هذا التاج ؟ ولماذا يعتبر جزءاً من مراسم الجنازة ؟
- يعتبر هذا التاج رمزاً للملكية الاسكتلندية والبريطانية منذ ما يقرب من 500 عام، هذا التاج الذي "لا يقدر بثمن" على حد تعبير البريطانيين، مصنوع من الذهب والفضة والأحجار الكريمة ويشكل إرث إسكتلندا جنباً إلى جنب مع السيف والصولجان، ويعود تاريخ الثلاثة إلى أواخر القرن الـ 15 وأوائل القرن الـ 16.
البدايات :
- من المعروف أن تاج إسكتلندا صُنع من أجل الملك جيمس الخامس، والذي كان ملكأ على إسكتلندا في القرن الـ 15، ووفقاً للعائلة المالكة، فقد أعيد تشكيله من تاج تالف وأخف وزناً، من قبل صائغ ذهب من إدنبرة يُدعى "جون موسمان".
ثم تم استخدامه لتتويج ابنة جيمس الخامس "ماري" البالغة من العمر 9 أشهر عام 1543، كما تم استخدامه في تتويج ابن الملكة ماري، "جيمس السادس" في ستيرلنغ عام 1567 إضافةً لحفيدها "تشارلز الأول" عام 1633 في قصر هوليرود هاوس.
القرن الـ 17 :
- بعد قانون الاتحاد عام 1707، عندما تم دمج إسكتلندا وبرلمان إنكلترا، تم إبعاد مجوهرات التاج الاسكتلندي، التي لم يكن لها أي دور في ذلك الوقت، وتم نسيانها لدرجة أنه كان يعتقد في النهاية أنها فُقدت.
- لم يتم إعادة اكتشاف وجود هذه المجوهرات إلا عن طريق الروائي الشهير، السير والتر سكوت، بعد أكثر من قرن من الزمن، والذي وجه فريقاً من العمال لفتح صندوق خشبي قديم وجدوه في إحدى الغرف في قلعة إدنبرة، ليجدوا في الداخل التاج والصولجان والسيف "الذي يُعتقد أنه تم قطعه إلى جزئين للمساعدة في تهريبه" والعديد من العناصر الأخرى بما في ذلك عصا فضية غامضة.
تم بعد ذلك عرض المجوهرات الخاصة بالإرث الملكي الاسكتلندي عام 1819 في الطابق الأول من القصر الملكي في قلعة إدنبرة جنباً إلى جنب مع حجر القدر الذي تم إرجاعه مؤخراً، والذي يلعب أيضاً دوراً رئيسياً في تتويج الملك تشارلز الثالث، كما كان حاضراً خلال تتويج الملكة الراحلة إليزابيث الثانية عام 1952.
مكونات التاج :
- تم صنع التاج باستخدام دائرة أساسية من الذهب الاسكتلندي، مرصعة بـ 22 حجراً كريماً من الياقوت والألماس، 20 حجراً منها جاءت من التاج الأصلي القديم، كما يوجد في الجزء العلوي من التاج كرة أرضية صغيرة مطلية باللون الأزرق الداكن لتمثيل سماء الليل، مع صليب ذهبي مثبت فوقه.
- كما تم استخدام لآلئ المياه العذبة من بحيرة لوخ تاي، إلى جانب لآلئ شرقية أكبر كجزء من الزخرفة، مع إضافة قوسين ذهبيين من التاج الأصلي، ويزن حوالي 1.64 كيلو غرام.
كما كانت القبعة المخملية المرفقة أرجوانية في الأساس، قبل أن يتم تغييرها إلى اللون الأحمر بواسطة "جيمس السابع".
بشكل عام .. يعتبر "تاج إسكتلندا" جزء لا يتجزأ من ميراث الحضارة الاسكتلندية والذي يرمز بشكل أو بآخر إلى عراقة تاريخ الجزر البريطانية، لذلك سواء كانت جنازة أو تتويج .. تاج إسكتلندا سيبقى حاضراً على الدوام !
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي